مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٢٤٦
سبحانه ثم سبحانا يعود له * وقبلنا سبح الجودي والجمد فإن الجودي والجمد جبلان (1)، والمراد أنهما يسبحان الله بلسان تكوينهما، راسخين شامخين، يدلان على الصانع الحكيم وعلى قدرته وعظمته.
فكأنهما ينزهان الله عز وجل عما لا يجوز عليه، على حد قوله تعالى: * (تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن) * (2).
وهذا النوع من التسبيح في القرآن العظيم كثير كما لا يخفى.
وقال قيس بن الملوح (3):

(١) الجودي: موضع وقيل جبل، وقال الزجاج: هو جبل بآمد، وقيل: جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح، وفي التنزيل العزيز: * (وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي) * سورة هود ١١: ٤٤.
انظر: لسان العرب ٢ / ٤١٣ مادة " جود ".
والجمد: جبل على ليلة من المدينة مر عليه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: " هذا جمدان سبق المفردون ".
انظر: لسان العرب ٢ / ٣٤٩ مادة " جمد ".
(٢) سورة الإسراء ١٧: 44.
(3) ديوان مجنون ليلى: 192 باختلاف يسير في بعض الألفاظ.
وقيس بن الملوح: هو ابن مزاحم العامري، توفي سنة 68 ه‍، شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد، لم يكن مجنونا وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد.
قيل في قصته: نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيرى حينا في الشام وحينا في نجد وحينا في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.
انظر: الأغاني 2 / 49.
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 252 ... » »»
الفهرست