مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٢٣٤
[الصنف] الأول:
الأخبار الناطقة بتقسيم الذنوب إلى ثلاثة أقسام: إلى ذنب لا يغفره الله، وذنب يغفره الله، وذنب لا يتركه الله.
فأما الذنب الذي لا يغفره الله: فهو الشرك بالله، قال الله تعالى: * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) * (1).
وأما الذنب الذي يغفره الله: فهو ما سوى الشرك، ومظالم العباد، قال تعالى: * (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) * (2).
وأما الذنب الذي لا يتركه الله: فهو ظلم المكلفين بعضهم بعضا (3)، وصريحها: إن الله سبحانه وتعالى لا يغفر لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) ظلمهم لأمثالهم، بل يقتص من ظالمهم لمظلومهم، وهي متعددة مروية في الكافي وغيره من كتب الحديث لأصحابنا رضوان الله عليهم (4).
ومنها: الخبر المسؤول عن معناه، وموضع الدلالة منه على هذا المعنى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه: " إلا ما كان منهم فيها على إصرار وظلم المؤمنين " فإنه مصر بأن ظلم محبي أهل البيت (عليهم السلام) للمؤمنين لا يتحمله الله عنهم،

(١) سورة النساء ٤: ٤٨ و ١١٦.
(٢) سورة النساء ٤: ٤٨ و ١١٦.
(٣) وقد أورد الصدوق في أماليه: ٣٢٥ ح ٢ رواية في هذا المعنى، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: " الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله، وظلم لا يغفره الله، وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم الذي لا يغفره الله عز وجل فالشرك بالله، وأما الظلم الذي يغفره الله عز وجل فظلم الرجل نفسه في ما بينه وبين الله عز وجل، وأما الظلم الذي لا يدعه الله عز وجل فالمداينة بين العباد ".
(٤) أنظر: الكافي ٢ / ٤٤٣ باب في أن الذنوب ثلاثة، بحار الأنوار ٧٥ / 308 - 334 باب " الظلم وأنواعه "، وقد نقلها من المصادر المعتبرة، إذ لم يفرد علماؤنا - تغمدهم الله برحمته - بابا خاصا له.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 233 234 235 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست