مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٢٢٩
إلا بها، وإنها موجبة لجواز غفران الله سبحانه ذنوب الموالين لهم، تفضلا منه عليهم ومنا، وقد وردت أخبار كثيرة جدا مصرحة بأن الله جل وعلا يغفر الذنوب لمحبي أهل البيت (عليهم السلام) أو شيعتهم (1) كائنة ما كانت، وبالغة ما بلغت.
ومنها ما رواه شيخنا أبو عبد الله المفيد محمد بن محمد بن النعمان الحارثي، عطر الله مرقده، في كتاب الاختصاص بسند متصل عن الأصبغ بن

(١) جمع العلامة المجلسي أحاديث عن عدة مصادر في باب: " الصفح عن الشيعة وشفاعة أئمتهم صلوات الله عليهم فيهم "..
نقل الشيخ الطوسي في الأمالي: ٧٢ ح ١٤ بسنده عن محمد بن مسلم الثقفي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) *.
فقال (عليه السلام): يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب، فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه، لا يطلع على حسابه أحدا من الناس، فيعرفه ذنوبه حتى إذا أقر بسيئاته، قال الله عز وجل لملائكته: بدلوها حسنات، وأظهروها للناس، فيقول الناس حينئذ: ما كان لهذا العبد سيئة واحدة، ثم يأمر الله به إلى الجنة، فهذا تأويل الآية، وهي في المذنبين من شيعتنا خاصة.
وذكر الكليني في الكافي ١ / 443 ح 15 بسنده عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن الله مثل لي أمتي في الطين، وعلمني أسماءهم، كما علم آدم الأسماء كلها، فمر بي أصحاب الرايات، فاستغفرت لعلي وشيعته، إن ربي وعدني في شيعة علي خصلة..
قيل: يا رسول الله! وما هي؟
قال: المغفرة لمن آمن منهم، وإن الله لا يغادر صغيرة ولا كبيرة، ولهم تبدل السيئات حسنات.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 233 234 235 ... » »»
الفهرست