مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٢٣٠
نباتة (1)، قال: أتيت أمير المؤمنين (عليه السلام) لأسلم عليه، فجلست أنتظره، فخرج إلي فقمت وسلمت عليه، فضرب على كتفي - أو قال: على كفي - ثم شبك أصابعه بأصابعي، ثم قال: يا أصبغ بن نباتة!
فقلت: لبيك وسعديك يا أمير المؤمنين.
فقال: إن ولينا ولي الله، فإذا مات ولي الله كان من الله بالرفيق الأعلى، وسقاه الله من نهر أبرد من الثلج، وأحلى من الشهد، وألين من الزبد.
فقلت: بأبي أنت وأمي، وإن كان مذنبا؟!
فقال: " نعم، وإن كان مذنبا، أما تقرأ القرآن: * (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) * (2)؟!
يا أصبغ! إن ولينا لو لقي الله وعليه من الذنوب مثل زبد البحر، ومثل عدد الرمل، لغفرها الله له إن شاء الله تعالى (3).. تمام الخبر.

(١) هو: أبو القاسم المجاشعي، من خواص أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)، والراوي عنه عهده إلى الأشتر، ووصيته إلى محمد بن الحنفية، وهو من شرطة الخميس، وهو الذي أعانه على غسل سلمان المحمدي، شارك في حرب صفين، وكان شيخا ناسكا عابدا، عده البرقي من أصحاب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وزاد الشيخ عليه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، مع وصفهما له بالتميمي الحنظلي.
أنظر: رجال النجاشي: ٨ رقم ٥، رجال البرقي: ٥، رجال الشيخ الطوسي:
٣٤ رقم ٢ وص ٦٦ رقم ٢، مستدركات النمازي ١ / ٦٩١ رقم ٥٤٨.
(٢) سورة الفرقان ٢٥: ٧٠.
(٣) الاختصاص: ٦٥ - ٦٦، عن محمد بن الحسن الشحاذ، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن إسماعيل، عن جعفر بن الهيثم الحضرمي، عن علي بن الحسين الفزاري، عن آدم التمار الحضرمي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، وعنه بحار الأنوار ٣٤ / ٢٨٠ ح ١٠٢٤.
وأورده فرات الكوفي في تفسيره: ٢٩٣ ح ٩، قال: حدثني أحمد بن علي بن عيسى الزهري معنعنا عن الأصبغ بن نباتة، وعنه بحار الأنوار ٦ / 246 ح 78 و 68 / 60 ح 110.
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 233 234 235 237 ... » »»
الفهرست