مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٢٣٨
وبسنده عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في حديث طويل، قال فيه:
" يا جابر! والله ما نتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة، وما معنا براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع " (1).
وبالسند عن عمر بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " يا معشر الشيعة، شيعة آل محمد (عليهم السلام)! كونوا النمرقة الوسطى " (2)..
إلى أن قال: ثم أقبل علينا فقال: " والله ما معنا من الله براءة، ولا بيننا

(١) الكافي ٢ / ٧٤ ح ٣، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم وأحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه جميعا، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر...، وعنه في بحار الأنوار ٧٠ / ٩٧ ح ٤.
(٢) النمرقة - مثلثة -: الوسادة الصغيرة. القاموس المحيط ٣ / 286 مادة " نمرق ".
وقال الفيض الكاشاني في كتاب الوافي 4 / 32: وفي الكلام استعارة، والمراد أنه كما كانت الوسادة التي يتوسد عليها الرجل إذا كانت رفيعة جدا أو خفيفة جدا لا تصلح للتوسد، بل لا بد لها من حد من الارتفاع والانخفاض حتى تصلح لذلك، كذلك أنتم في دينكم وأئمتكم، لا تكونوا غالين، تجاوزون بهم عن مرتبتهم التي أقامهم الله عليها، وجعلهم أهلا لها وهي الإمامة والوصاية النازلتان عن الألوهية والنبوة، كالنصارى الغالين في المسيح، المعتقدين فيه الألوهية أو البنوة للإله.
ولا تكونوا أيضا مقصرين فيهم، تنزلوهم وتجعلونهم كسائر الناس أو أنزل!
كاليهود والمقصرين في المسيح المنزلين له عن مرتبته، بل كونوا كالنمرقة الوسطى وهي المقتصدة للتوسد، يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي.
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 233 234 235 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست