مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٢٣٩
وبين الله قرابة، ولا لنا على الله حجة، ولا نتقرب إلى الله إلا بالطاعة، فمن كان منكم مطيعا لله تنفعه ولايتنا، ومن كان منكم عاصيا لله لم تنفعه ولايتنا، ويحكم لا تغتروا! ويحكم لا تغتروا! " (1).
وعن علي بن أبي زيد، عن أبيه، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه عيسى بن عبد الله القمي فرحب به وقرب مجلسه، ثم قال:
" يا عيسى بن عبد الله! ليس منا - ولا كرامة - من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون، وكان في ذلك المصر أحد أورع منه " (2)..
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة المروية في الكتاب المذكور، وغيره من كتب الحديث والأخبار والآثار.
ويؤيد معناها قوله تعالى: * (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم) * (3) ومثلها من الآيات، ويرشد إليه معنى الولاية، لأنها بمعنى المتابعة في الأقوال والأفعال، والعاصي لله ليس بتابع أهل البيت (عليهم السلام)، بل هو مخالف لهم، لأنهم لا يعصون الله تعالى.
ووجه المعارضة بين هذه الأخبار وبين الأخبار الأولى: إن الأولى مصرحة بأن من محبي أهل البيت (عليهم السلام) وأوليائهم من هم مذنبون، وإن ذنوبهم تغفر لهم.. وهذه الأخبار نطقت بأن من كان مذنبا فليس من أوليائهم وشيعتهم، فأي ذنب يغفر لهم، والحال أن المذنب ليس منهم؟!

(١) الكافي ٢ / ٧٥ ح ٦، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن عمرو بن خالد...، وعنه في بحار الأنوار ٧٠ / ١٠١ ح ٦، وفيه: عن عمر بن خالد.
(٢) الكافي ٢ / ٧٨ ح ١٠، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أبي زيد، عن أبيه، وعنه في بحار الأنوار ٧٠ / ٣٠٠ ح ٩.
(٣) سورة آل عمران ٣: 31.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست