يا هشام! ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم، فإن عمل حسنا استزاد منه، وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتاب إليه.
يا هشام! تمثلت الدنيا للمسيح (عليه السلام) في صورة امرأة زرقاء فقال لها:
كم تزوجت؟
فقالت: كثيرا.
قال: فكل طلقك؟
قالت: لا، بل كلا قتلت.
قال المسيح (عليه السلام): فويح لأزواجك الباقين، كيف لا يعتبرون بالماضين؟! (1).
يا هشام! إن ضوء الجسد في عينه، فإن كان البصر مضيئا استضاء الجسد كله، وإن ضوء الروح العقل، فإذا كان العبد عاقلا كان عالما بربه وإذا كان عالما بربه أبصر دينه، وإن كان جاهلا بربه لم يقم له دين، وكما لا يقوم الجسد إلا بالنفس الحية، فكذلك لا يقوم الدين إلا بالنية الصادقة، ولا تثبت النية الصادقة إلا بالعقل.
يا هشام! إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار، لأن