مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٤٣٢
وأدب العلماء (1) زيادة في العقل، وطاعة ولاة العدل تمام العز، واستثمار المال تمام المروة، وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة، وكف الأذى من كمال العقل، وفيه راحة البدن عاجلا وآجلا " (2).
يا هشام! إن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه، ولا يعد ما لا يقدر عليه، ولا يرجو ما يعنف برجائه،

(١) وفي رواية الكافي: وآداب العلماء.
(٢) " مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح " كلامه (عليه السلام) هذا ترغيب المعاشرة مع الناس، والمؤانسة بهم، واستفادة كل فضيلة من أهلها، وزجر عن الاعتزال والانقطاع اللذين هما منبت النفاق، ومغرس الوسواس، والحرمان عن المشرب الأتم المحمدي، والمقام المحمود الجمعي، والكأس الأوفى، والقدح المعلى الموجب لترك كثير من الفضائل والخيرات وفوت السنن الشرعية وآداب الجمعة والجماعات وانسداد أبواب مكارم الأخلاق والحسنات، والتعري عن حلية الكمالات النفسانية الحاصلة بالسياسات والتعطل عن اكتساب العلوم، واستيضاح المبهمات، واستكشاف المشكلات، وحل الشبهات، والتبرك بصحبة العلماء، وخدمة المشايخ والكبراء للمبتدئ والمتوسط، والفوز بسعادة الشيخوخة والتأديب والإصلاح للمنتهي والكامل، إلى غير ذلك.
" وأدب العلماء " أي مجالستهم، وتعلم آدابهم، والنظر إلى أفعالهم، والتخلق بأخلاقهم موجبة لزيادة العقل، والحمل على رعاية الآداب في مجالسة العلماء لا يخلو من بعد.
" واستثمار المال " أي استنماؤه بالتجارة والمكاسب دليل تمام الإنسانية، وموجب له أيضا، لأنه لا يحتاج إلى غيره ويتمكن من أن يأتي بما يليق به.
" قضاء " أي شكر لحق نعمة أخيه عليه، حيث جعله موضع مشورته، أو شكر لنعمة العقل وهي من أعظم النعم.
" وكف الأذى " سواء كان أذى نفسه أو أذى غيره، فيشمل التنزه عن مساوئ الأخلاق كلها، وصاحبه أفضل أصناف البشر، لجمعه بين الرئاستين العلمية بقوة البصيرة، والعملية بكمال القدرة، ولهذا عده من كمال العقل.
" وفيه راحة البدن " بدن نفسه وبدن غيره.
أخرج هذه القطعة في بحار الأنوار ٧٨ / 141 ح 35 عن التحف.
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة