مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٤١٠
يا هشام! ثم وعظ أهل العقل ورغبهم في الآخرة فقال: * (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون) * (1).
وقال: * (وما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون) * (2).
يا هشام! ثم خوف الذين لا يعقلون عذابه (3) فقال عز وجل: * (ثم دمرنا الآخرين * وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون) * (4).
[وقال: * (إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون * ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون) * (5)].

(١) سورة الأنعام ٦: ٣٢.
* (وما الحياة الدنيا) * أي أعمالها * (إلا لعب ولهو) * لقلة نفعها وانقطاعها، أو لأنها تلهي الناس وتشغلهم عما يعقب منفعة دائمة * (وللدار الآخرة خير) * لدوامها وخلوص منافعها ولذاتها * (للذين يتقون) * فيه تنبيه على أن ما ليس من أعمال المتقين لعب ولهو * (أفلا تعقلون) * أوليس عقل كامل حيث تركتم الأعلى للأدنى مع العلم بالتفاوت بينهما.
(٢) سورة القصص ٢٨: ٦٠، وهذه الآية ليست في الكافي.
(٣) في الكافي: عقابه.
(٤) سورة الصافات ٣٧: ١٣٦ - ١٣٨.
التدمير: الإهلاك، * (ثم دمرنا الآخرين) * أهلكناهم، إشارة إلى قصة قوم لوط * (وإنكم) * يا أهل مكة * (لتمرون عليهم) * أي على منازلهم في متاجركم إلى الشام، فإن سدوم - قرية قوم لوط - التي هي بلدتكم في طريقه * (مصبحين) * أي داخلين في الصباح * (وبالليل) * أي: ومساء، أو نهارا وليلا فليس فيكم عقل تعتبرون به.
(٥) سورة العنكبوت ٢٩: 34 و 35. وما بين المعقوفتين أثبتناه من الكافي.
على وجوده ووحدته وعلمه وقدرته وحكمته وسائر صفاته.
وقد روي عنه (صلى الله عليه وآله): " ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها " أي: لم يتفكر بها.
(٤١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 405 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة