مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٤١٤
وقال: * (وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) * (1)] (2).
ثم ذم الكثرة فقال: * (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) * (3).
وقال: * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * (4) وأكثرهم لا يشعرون (5).

(١) سورة البقرة ٢: ٤٤.
* (وتنسون أنفسكم) * صدر الآية * (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) *.
والمراد بالكتاب القرآن على تقدير أن يكون الخطاب لطائفة من المسلمين، فإن فيه الوعيد على ترك البر والصلاح ومخالفة القول العمل، مثل قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) * [سورة الصف ٦١: ٢] أو التوراة على تقدير أن يكون الخطاب لأحبار اليهود، فإن الوعيد المذكور موجود في التوراة أيضا كما قيل.
(٢) ما بين المعقوفتين أثبتناه من الكافي.
(٣) سورة الأنعام ٦: ١١٦.
" ثم ذم الكثرة " أي الكثير إطلاقا، وإنما ذكر (عليه السلام) ذلك ردا مما يتوهم أكثر الخلق من أن كثرة من يذهب إلى مذهب من شواهد حقيته، أو لأنه (عليه السلام) لما بين أن العقلاء الكاملين يتبعون الحق فربما يتوهم منه أنه إذا ذهب أكثر الناس إلى مذهب فيكون ذلك المذهب حقا لوجود العقلاء فيهم، ويلزم من ذلك بطلان ما ذهب إليه الأقل كالفرقة الناجية، فأزال (عليه السلام) ذلك التوهم بأنه لا يلزم من الكثرة وجود العقلاء فيهم، فإن أكثر الناس لا يعقلون.
* (عن سبيل الله) * أي عن دينه وشرعه في الأصول والفروع.
(٤) سورة الأنعام ٦: ٣٧.
(٥) اقتباس بالمعنى من آي القرآن الكريم.
على وجوده ووحدته وعلمه وقدرته وحكمته وسائر صفاته.
وقد روي عنه (صلى الله عليه وآله): " ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها " أي: لم يتفكر بها.
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة