مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٤٠٧
يا هشام! قد جعل الله عز وجل ذلك دليلا على معرفته بأن لهم مدبرا، فقال: * (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) * (1).
وقال: * (هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون) * (2).
وقال: (إن في اختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) (3).

(١) سورة النحل ١٦: ١٢.
" وسخر لكم " أي: هيأها لمنافعكم.
(٢) سورة غافر ٤٠: 67.
* (خلقكم من تراب) * إذ خلق أول أفراد هذا النوع وآباءهم منه، أو لأن الغذاء الذي يتكون منه المني يحصل منه، ويمكن أن يكون المراد التراب الذي يطرحه الملك في المني.
* (ثم يخرجكم طفلا) * أي أطفالا. ولفظ المفرد لإرادة الجنس أو على تأويل:
يخرج من كل واحد منكم، * (ثم لتبلغوا) * أي يبقيكم لتبلغوا، وكذا في قوله: * (ثم لتكونوا شيوخا) *.
* (أشدكم) * أي: كمال قوتكم وأوان عقلكم.
* (من قبل) * أي من الشيخوخة أو بلوغ الأشد.
* (أجلا مسمى) * أي يفعل ذلك لتبلغوا أجلا مسمى هو وقت الموت أو يوم القيامة.
(3) كذا في جميع نسخ الكافي، والتصحيف فيها ظاهر.
وهي إما أن تكون الآية: 164 من سورة البقرة * (إن في خلق السماوات واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله على وجوده ووحدته وعلمه وقدرته وحكمته وسائر صفاته.
وقد روي عنه (صلى الله عليه وآله): " ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها " أي: لم يتفكر بها.
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة