مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٤٠٦
يا هشام! (بن الحكم) (1) إن الله عز وجل أكمل للناس الحجج بالعقول، وأفضى إليهم بالبيان (2)، ودلهم على ربوبيته بالأدلاء (3)، فقال:
* (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) * (4).

(١) ليس في الكافي.
(٢) " أكمل للناس الحجج بالعقول " أي أكمل حججه على الناس بما آتاهم من العقول.
وقيل: " الحجج " البراهين.
" أفضى إليهم بالبيان " الباء في " بالبيان " أي بعدما أكمل عقلهم ألقى إليهم بيان ما يلزمهم علمه ومعرفته.
وقيل: أي ببيانه البراهين لهم للرشد والإرشاد.
في الكافي: " ونصر النبيين بالبيان " أي ببيان الحق وآيات الصدق، ليكونوا حججا على عباده، وهداة لهم إلى طريق الخير والنجاة، ولو لم يمنحهم ذلك لما صلحوا لقيادة أممهم وهدايتها فإن الناقص لا يكون مكملا لغيره.
(٣) في الكافي: " ودلهم على ربوبيته بالأدلة " أي علمهم طريق معرفته، وتوحيده بأدلة حاسمة تشهد على وجوده، وتدل على وحدانيته.
(٤) سورة البقرة ٢: 163.
وقد تضمنت الآية الشريفة جملة من هذه الأدلة والآثار العظيمة التي تعجز جميع العقول عن الإحاطة بعشر معشارها، والتي تشهد على كون صانعها حكيما، عليما، قادرا، رحيما بعباده، لذا فهو المستحق للعبادة، إذ العقل يحكم بديهيا بأنه الكامل من جميع الجهات، العاري من جميع النقائض والآفات، القادر على إيصال جميع الخيرات والمضرات، هو أحق بالعبودية.
وفي الآية دلالة على لزوم النظر في خواص مصنوعاته سبحانه، والاستدلال بها على وجوده ووحدته وعلمه وقدرته وحكمته وسائر صفاته.
وقد روي عنه (صلى الله عليه وآله): " ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها " أي: لم يتفكر بها.
(٤٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة