مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٤١٥
يا هشام! ثم مدح القلة فقال: * (وقليل من عبادي الشكور) * (1).
وقال: * (وقليل ما هم) * (2).
وقال: * (وما آمن معه إلا قليل) * (3) (4).

(١) سورة سبأ ٣٤: ١٣.
(٢) سورة ص ٣٨: ٢٤.
(٣) سورة هود ١١: ٤٠.
(٤) نظرا لشدة الاختلاف بين روايتي التحف والكافي في هاتين القطعتين نورد ما في الكافي كاملا:
يا هشام! ثم ذم الله الكثرة فقال: * (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) *.
وقال: * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون) * [سورة لقمان ٣١: ٢٥].
وقال: * (ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون) * [سورة العنكبوت ٢٩:
٦٣].
يا هشام! ثم مدح القلة فقال: * (وقليل من عبادي الشكور) *.
وقال: * (وقليل ما هم) *.
وقال: * (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) * [سورة غافر ٤٠: ٢٨].
وقال: * (ومن آمن وما آمن معه إلا قليل) *.
وقال: * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) *.
وقال: * (وأكثرهم لا يعقلون) *. [سورة المائدة ٥: ١٠٣].
وقال: " وأكثرهم لا يشعرون ". (اقتباس بالمعنى من آي القرآن الكريم).
أقول: قوله تعالى: * (ولئن سألتهم) * الضمير راجع إلى كفار قريش وهم كانوا قائلين بأن خالق السماوات والأرض هو الله تعالى، لكنهم كانوا يشركون الأصنام معه تعالى في العبادة.
* (قل الحمد لله) * أي على إلزامهم وإلجائهم إلى الاعتراف بما يوجب بطلان معتقدهم، إذ لا يستحق العبادة إلا الموجد المنعم بأصول النعم وفروعها.
* (بل أكثرهم لا يعقلون) * أي أنهم لا يعلمون أنه يلزمهم من القول بالتوحيد في العبادة، أو لا يعلمون ما اعترفوا به ببرهان عقلي ودليل قطعي، لأن كونه تعالى خالق السماوات والأرض نظري لا يعلم إلا ببرهان، وهم معزولون عن إدراكه، وإنما اعترفوا به اضطرارا، أو لا علم لهم أصلا حتى يقروا بالتوحيد بعدما أقروا بموجبه.
* (أن يقول) * أي لأن يقول، أو وقت أن يقول.
(٤١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 420 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة