ثم أقول حينئذ:
إن عبد الله بن عمر، والذين توضؤوا ومسحوا (1) على أرجلهم بمرأى من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا من أصحابه قطعا.
ولا شك ولا شبهة أن أصحابه (صلى الله عليه وآله وسلم (2) أعلم ممن سواهم - منا ومنكم - بسنن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لمشاهدتهم له في أفعاله - سيما في الأسفار - ولأخذهم معالم دينهم، وواجباتهم، وسننهم عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) بغير واسطة، خصوصا الضرورية المتكررة.
فلولا علمهم بوجوب المسح ما مسحوا، وهل يتصور من مثل عبد الله بن عمر إنه من حين بلوغه (3)، بل من أيام تمرينه (على الصلاة) (4) إلى حين وقوع ذلك السفر، لم يشاهد من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا من أبيه الفارق (5)!!