مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٣٩٥
(عليه السلام) توضأ وغسل رجليه (1)، لأنه حينئذ لا ينكر أن يكون الغسل المذكور مرادا به المسح (2)، فصار تأويل الآية على هذا الوجه مبطلا لما هو العمدة في استدلالهم (3) على غسل الرجلين (4).
[والحال] (5)، أنه ليس كل شئ يشتمل على غيره يصح أن يسمى باسمه، لأنا نعلم أن الغسل مثلا يشتمل على أفعال فعل الاعتماد والحركة، ولا يجوز أن يسمى بأسماء ما يشتمل عليه، وكذا (السكنجين) (6) مشتمل على الخل والعسل، ولا يسمى بأحدهما.
وأما استشهاد أبي زيد (7)، بقولهم:

(١) ستأتي مناقشة المصنف في هذه الرسالة لما استدلوا به من تلك الأحاديث.
(٢) في م: مرادا بالمسح.
(٣) في ر: استدلالاتهم.
(٤) سبق إلى هذا النحو من المحاججة السيد المرتضى في الإنتصار: ٦٦، والشيخ الطوسي في التهذيب ١ / ٦٩، والطبرسي في مجمع البيان ٣ / ٢٠٩.
(٥) في ر. م: والحل، ولعله من اشتباه الناسخ، وما أثبتناه بين العضادتين هو الصحيح.
(٦) السكنجبين: معرب (سكنگين)، وهو شراب لذيذ، لونه مائل إلى الصفرة، يركب من الخل والعسل أو الشهد، أو من الخل مضافا إلى القند والسكر الأبيض.
أنظر: لغت نامه (معجم فارسي) ٢٨: ٥٦٠ مادة سكنجبين.
(٧) هو سعيد بن أوس أبو زيد الأنصاري البصري اللغوي المشهور، من أساتذة سيبويه، ولد سنة ١١٩ ه‍، أو بعد ذلك، كان صدوقا صالحا غلبت عليه النوادر كالأصمعي، صنف في اللغة ما يقرب من عشرين مصنفا، من تصانيفه المطبوعة: كتاب النوادر في اللغة طبع في المطبعة الكاثوليكية - بيروت سنة ١٣٠٩ ه‍ / ١٨٩٤ م، بتصحيح وتعليق سعيد الخوري، وكتاب الهمز، واللبأ واللبن - مات سنة ٢١٥ ه‍ عن أكثر من تسعين سنة.
المعارف لابن قتيبة: ٣٠٣، الكنى للدولابي ١ / ١٨٠، الجرح والتعديل ٤ / ٤ رقم ١٢، المجروحين لابن حبان ١ / ٣٢٤، طبقات النحويين واللغويين للأندلسي: ١٦٥ رقم ٩٠، فهرست ابن النديم: ١١٠ في الفن الأول من المقالة الثانية، تاريخ بغداد ٩ / ٧٧ رقم ٤٦٦، المنتظم ١٠ / ٢٦٨ رقم ١٢١٣، الكامل ٦ / ٤١٨، إنباه الرواة ٢ / ٣٠ رقم ٢٦٩، معجم الأدباء ١ / ٢١٢ رقم ٦٤ من المجلد السادس، وفيات الأعيان ٢ / ٣٧٨ رقم ٢٦٣، تهذيب الكمال ١٠ / ٣٣٠ رقم ٢٢٣٩، خلاصة تذهيب الكمال ٢ / ٢١٥، تاريخ الإسلام:
١٦٤ / ١٤٩، سير أعلام النبلاء ٩ / ٤٩٤ رقم ١٨٦، العير ١ / ٢٨٩، الكاشف ١ / ٢٨١ رقم ١٨٧٣، ميزان الاعتدال ٢ / ١٢٦ رقم ٣١٤١، و ٤ / ٥٢٧ رقم ١٠٢١٣، مرآة الجنان ٢ / ٥٨، البداية والنهاية ١٠ / ٢٦٩ من المجلد الخامس، غاية النهاية ١ / ٠٥ ٣ رقم ١٣٣٩، تهذيب التهذيب ٤ / ٤ رقم ٧، النجوم الزاهرة ٢ / ٢١٥، بغية الوعاة ١ / ٥٨٢ رقم ١٢٢٢، المزهر ٢ / ٤٠٢ في النوع رقم (٤٤)، شذرات الذهب ٢ / ٣٤ - ٣٥، الأعلام ٣ / 92.
هذا، وقد اشتبه محقق التفسير الكبير لابن تيمية الدكتور عبد الرحمن عميرة فظن أن أبا زيد الأنصاري البصري هو قاضي البصرة محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصري الذي اتفق مع أبي زيد الأنصاري باللقب والنسبة إلى البصرة مع الوفاة بسنة واحدة وهي سنة 215 ه‍، فنقل ترجمة القاضي في هامش التفسير 4 / 50 هامش رقم 1 وجعلها لأبي زيد النحوي، مع أن كنية القاضي (أبو عبد الله) بلا خلاف في سائر مصادر ترجمته.
ومن الطريف.. أن القاضي المذكور فيه تشيع يسير - ولعله بسبب المسح - على ما ذكر مترجموه من العامة، وظاهر استشهاد أبي زيد - وهو من العامة - بقول العرب (تمسحت للصلاة)، أنه قائل بغسل الرجلين، ولكن الخلط في ترجمته أدى إلى كون المتشيع غاسلا!!
وهو ما ظنه الدكتور كما يظهر من تأكيده على تشيع أبي زيد النحوي!!
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 390 391 392 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست