مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٢ - الصفحة ٣٥٥
[234] فمن، وأين اليوم عترة النبي * ما إن تمسكت به لم تخب؟
____________________
[234] هذا الكلام بعد الفراغ عن دلالة (حديث الثقلين) على كون ذلك العالم الرباني المعصوم الذي يكون الأخذ بقوله منقذا من الضلال، موجودا ما دام القرآن موجودا، بحكم عدم المفارقة بينهما حتى يردا عليه الحوض، فحينئذ يتوجه على الخصوم السؤال عن وجود ذلك الإمام؟! ومن هو؟! وأين هو؟!
والجواب: بأنه غير موجود، أو أنه يراد به فرد غير معين عند الله وعند الناس، أو عند الناس فقط، باطل، لأنه رد لدلالة الخبر أولا، وعدم الفائدة في نصبه ثانيا، فلا بد من التزام وجوده، وأنه معروف بعينه، مشار إليه بخصوصه، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، ولم نجد فرقة من فرق المسلمين قالت بوجود إمام من العترة، موصوف بما ذكرناه في كل زمان، ما دام التكليف، إلا الشيعة الإمامية الاثنا عشرية، وطريق تعيينه في كل زمان هو النص من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الإجمال والتفصيل، كما سنبينه إن شاء تعالى عند تعرض السيد - قدس سره - لحديث انحصار الخلفاء في اثني عشر، والنص من كل واحد ممن دل الخبر المذكور على إرادته، لأنهم من أهل البيت عليهم السلام، ولأنهم من العترة، على من بعده، وهو الآن عندنا التاسع من ولد الحسين عليه السلام: محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم صلوات الملك العلام، بمقتضى النص من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه، ولتعيين أبيه له من بعده.
وهؤلاء المعدودون بشهادة العدو والولي لم تمل بهم الأهواء، ولا دنسهم خطل الآراء، وهذا غير خفي على من نظر في أحوالهم، واطلع على كتب خصومهم، فإنهم لا يذكرون عنهم إلا أثر جميل، وفضل عظيم.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 357 359 360 361 362 ... » »»
الفهرست