____________________
وإلى نحو من هذا أشار أبو الأسود في أبيات له يذم بني قشير لتأنيبهم إياه على حب أهل البيت عليهم السلام، وبيان العذر في محبتهم:
يقول الأرذلون بنو قشير: * طوال الدهر لا تنسى عليا؟!
فقلت لهم: وكيف يكون تركي * من الأعمال مفروضا عليا؟!
أحب محمدا حبا شديدا * وعباسا وحمزة والوصيا بني عم النبي وأقربيه * أحب الناس كلهم إليا فإن يك حبهم رشدا أصبه * ولست بمخطئ إن كان غيا [236] البيت وما بعده لدفع شبهة بعض، وحاصلها: أن أصل وجوب تعيين الإمام ونصبه إنما هو لبيان الأحكام، ورفع يد الظلمة عن التعدي والجور، وما دام هذا الإمام غائبا فأي فائدة حينئذ في إمامته مع عدم التمكن، بحيث لا يتيسر له إجراء لوازم الإمامة والحكومة، واستنقاذ رعيته من الظلم والضلالة؟!
والجواب: بالنقض، بالأنبياء الذين غابوا عن قومهم كيونس وغيره، وكنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، فإنهم غابوا لما خافوا على أنفسهم، وما هو الجواب عن غيبتهم، هو الجواب عن غيبته، ودفع ذلك بالفرق بين غيبتهم وغيبته بقصر المدة وطولها غير فارق، لأنه في هذه المدة القصيرة الفوائد المترتبة على جعله ونصبه منتفية، وعليه ينتفي جعله وإرساله.
وبالحل، لأن أصل جعل النبي والإمام مما هو مقرب لطاعة الأنام، لكيلا يبقى حجة لأحد، ولقطع عذر المكلف، ولا يجب عليه - عز شأنه - أن يجبرهم على الأخذ بما جاءهم به من عنده.
يقول الأرذلون بنو قشير: * طوال الدهر لا تنسى عليا؟!
فقلت لهم: وكيف يكون تركي * من الأعمال مفروضا عليا؟!
أحب محمدا حبا شديدا * وعباسا وحمزة والوصيا بني عم النبي وأقربيه * أحب الناس كلهم إليا فإن يك حبهم رشدا أصبه * ولست بمخطئ إن كان غيا [236] البيت وما بعده لدفع شبهة بعض، وحاصلها: أن أصل وجوب تعيين الإمام ونصبه إنما هو لبيان الأحكام، ورفع يد الظلمة عن التعدي والجور، وما دام هذا الإمام غائبا فأي فائدة حينئذ في إمامته مع عدم التمكن، بحيث لا يتيسر له إجراء لوازم الإمامة والحكومة، واستنقاذ رعيته من الظلم والضلالة؟!
والجواب: بالنقض، بالأنبياء الذين غابوا عن قومهم كيونس وغيره، وكنبينا صلى الله عليه وآله وسلم، فإنهم غابوا لما خافوا على أنفسهم، وما هو الجواب عن غيبتهم، هو الجواب عن غيبته، ودفع ذلك بالفرق بين غيبتهم وغيبته بقصر المدة وطولها غير فارق، لأنه في هذه المدة القصيرة الفوائد المترتبة على جعله ونصبه منتفية، وعليه ينتفي جعله وإرساله.
وبالحل، لأن أصل جعل النبي والإمام مما هو مقرب لطاعة الأنام، لكيلا يبقى حجة لأحد، ولقطع عذر المكلف، ولا يجب عليه - عز شأنه - أن يجبرهم على الأخذ بما جاءهم به من عنده.