مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ٨١
ويقدح فيه ما مر آنفا من أن في بعض أحاديث الباب - ومنها حديث الصحيحين - إشعارا باستكشاف ما كان داخل الجف من المشط والمشاطة وتمثال الشمع والإبر والوتر، فتنبه.
قال الشيخ الإمام أبو جعفر الطوسي - رضوان الله عليه - في كتاب (الخلاف) (44) - بعد ما ذكر رواية الجمهور حديث زيد بن أرقم في السحر -:
وهذه أخبار آحاد لا يعمل عليها في هذا المعنى، وقد روي عن عائشة أنها قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما عمل فيه السحر، وهذا يعارض ذلك. انتهى.
قلت: ويؤيده ما أخرجه ابن سعد عن الواقدي بسند له إلى عمر بن الحكم مرسل - كما في فتح الباري (45) - قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم - وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا - فقالوا له: يا أبا الأعصم أنت أسحرنا، وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئا...
إلى آخره.
وقال الإمام العلامة ابن المطهر رحمه الله (46): هذا القول عندي باطل، والروايات ضعيفة، خصوصا رواية عائشة. انتهى.
هذا شأن حديث الباب في الصحيحين اللذين أجمعوا على أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى - كما زعم النووي (47) - فلا يغرنك - بعدما حصحص لك الحق وصرح عن محضه - قول ابن قيم الجوزية (48): قد اتفق

(٤٤) الخلاف ج ٣ - كتاب كفارة القتل - مسألة ١٤.
(٤٥) فتح الباري ١٠ / ٢٣٧.
(٤٦) منتهى المطلب في تحقيق المذهب ٢ / ١٠١٤ كتاب التجارة - المكاسب المحرمة.
(٤٧) شرح صحيح مسلم ١ / 20.
(48) تفسير سورة الكافرون والمعوذتين: 46.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست