وأما متنه: ففيه نكارة ظاهرة، وهي أنه لم يعهد أن أحدا من اليهود خدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة - فيما نعلم - سوى صبي يقال له:
عبد القدوس - فيما ذكره ابن بشكوال عن حماية صاحب العتبية (53) - وقد مات في صباه - كما أخرجه البخاري في صحيحه (54) - ولبيد بن أعصم قد بلغ مبلغ الرجال وشتان ما بينهما.
نعم، رووا عن ابن عباس وعائشة (55): أنه كان غلام من اليهود يخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدنت إليه اليهود فلم يزالوا به حتى أخذ مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعدة أسنان من مشطه فأعطاها اليهود فسحروه بها، وتولى ذلك لبيد بن الأعصم رجل من اليهود.
وهذا صريح في أن الخادم غلام من اليهود غير لبيد، والله أعلم.
* * *