مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٤٧
المسألة العشرون:
قال السائل: الإمام عندنا على أنه يعلم ما يكون:
فما بال أمير المؤمنين عليه السلام خرج إلى المسجد، وهو يعلم أنه مقتول، وقد عرف قاتله، والوقت والزمان؟!
وما بال الحسين عليه السلام صار إلى أهل الكوفة، وقد علم أنهم يخذلونه ولا ينصرونه؟! وأنه مقتول في سفرته تلك؟!
ولم - لما حوصر، وقد علم أن الماء منه، لو حفر، على أذرع - لم يحفر؟! ولم أعان على نفسه حتى تلف عطشا؟!
والحسن عليه السلام وداع معاوية، وهو يعلم أنه ينكث، ولا يفي، ويقتل شيعة أبيه عليهما السلام؟!
والجواب - وبالله التوفيق -:
عن قوله: (إن الإمام يعلم ما يكون بإجماعنا): أن الأمر على خلاف ما قال، وما أجمعت الشيعة - قط - على هذا القول، وإنما إجماعهم ثابت على أن الإمام يعلم الحكم في كل ما يكون، دون أن يكون عالما بأعيان ما يحدث ويكون على التفصيل والتمييز.
وهذا يسقط الأصل الذي بنى عليه الأسئلة بأجمعها.
فصل (1): لسنا نمنع أن يعلم الإمام أعيان حوادث تكون بإعلام الله تعالى له ذلك.
فأما القول بأنه يعلم كل ما يكون، فلسنا نطلقه، ولا نصوب قائله، لدعواه فيه من غير حجة ولا بيان.
فصل (2): والقول بأن أمير المؤمنين عليه السلام كان يعلم قاتله، والوقت الذي يقتله فيه، وقد جاء الخبر متضافرا: أنه كان يعلم في الجملة أنه
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست