مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٢٣٠
الفرق بين الحالتين هو (التفضل) و (الاستحقاق).
ومعلوم أن في (الاستحقاق) مسرة وكمالا لا يوجد في غيره، من دون استلزام نقص في المبدأ الفياض، لأن التسبب إلى تكميل العبد، وتحصيل المسرة والقرب بالعبودية فيض، هو أفضل من التحفظ على صرف (التفضل).
مع ما في ذلك من المصالح السالفة، والآتية، وغيرها مما لا يحصى.
وبما حققنا يجاب عن الإشكال في:
فائدة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم!
وأن فائدتها له عليه السلام، أو للمصلي؟
وأنه كيف يزيد على مقامات النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصلاة أمته عليه؟
فنقول: أثر للصلاة، وطلب الرحمة من الله تعالى هو (الاستحقاق) وإن كان ما يعطيه الله تعالى بعد الصلاة، كان يعطيه ولو لم يضل أحد عليه، ولكن كان العطاء من حيث (التفضل).
أو: أثر الصلاة هو شدة الاستحقاق، وإن كان أصله ثابتا.
ومعلوم أن الاستحقاق، وتأكد وجوده، كمال آخر، لا يكون مع (التفضل).
التاسع أن التوجه إلى الله تعالى مع البلاء أكمل، وأتم من التوجه مع الرخاء.
ألا ترى أن الأنين والحنين مع حرقة القلب له أثر عظيم، ربما يؤثر في
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست