مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٢٣٣
ومنها: ظهور الحجة وبلوغها وإثبات العذر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام في قتل الكفار والمنافقين.
فإنه لولا تحمل الحسين عليه السلام وأصحابه في عرصة كربلاء وأسر عياله وسيرهم إلى الشام، لم يكن لأحد العلم بأحوال رجال ذلك العصر.
فلربما يستشكل أحد، ويعترض، في تلك الحروب والقتال الواقع من النبي صلى الله عليهما وآلهما!
فإنهما عليهما السلام كانا مدافعين في جميع الوقائع لا مهاجمين، حتى خروجه صلى الله عليه وآله وسلم إلى عير أبي سفيان، فإنه كان للدفاع عن المؤمنين المبتلين في مكة، فوقعت حرب أحد بمجئ كفار قريش، وهجومهم على المسلمين.
ولهذا كان أمير المؤمنين عليه السلام لا يبتدئ بالقتال في (حربي) الجمل وصفين، وكان ابتداء القتال من الأعداء.
ولهذا قال عليه السلام لعمرو بن عبد ود:
أولا: أسألك أن تشهد الشهادتين.
فأبى ذلك.
وثانيا: ارجع بقريش إلى مكة، وتنح عن القتال.
فأبى.
وثالثا: إن لم تقبل إلا القتال، فانزل عن فرسك وقاتل.
وبالجملة: إنما قتل النبي والوصي عليهما السلام مثل أولئك المنافقين الذين كانوا في كربلاء، وكلهم كانوا يستحقون القتل لنهاية خبثهم وظلمهم وفسادهم في الأرض، وسوء أخلاقهم، وقبح سرائرهم، وعظم جرائمهم، فكانوا لا يرجى منهم الخير أصلا.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست