مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ٢٢٧
بشراشره (2) في حيطة تصرفه، ومداره على وفق حكمته.
فكل ما يقع من الكائنات لا بد وأن يكون بعلم سابق من الله، وتقدير أزلي، وقضاء حتمي، وخيره أكثر من شره.
وإلا، لكانت الحكمة الإلهية، والقوة الربانية مانعة عن وجوده.
وهذا، من غير أن يلزم جبر في أفعال العباد، أو بطلان الثواب والعقاب (3).
الرابع إظهار عظمة الله تعالى، وصفاته الجمالية والجلالية، وأنه مستحق لكل ما يمكن من العبد من الفناء والتسليم (4).

(2) الشراشر: الأثقال، والمراد هنا: جميع شؤون العالم.
(3) يعني أن الإرادة الربانية، والحكمة الإلهية مهيمنة على كل ما يقع، ولله أن يفعل ما يشاء، إلا أنه بحكمته جعل الاختيار لعباده، ولمصلحة خلقه قرر لهم شريعة ومنهاجا، ليحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، من دون أن ينقص من هيمنته شئ، فهو القاهر فوق عباده، وبإمكانه سلب ما أعطاهم من الاختيار، إلا أنه لا يظلم أحدا، ولا يعاقب عبدا إلا على ما اختار من السوء.
(4) فإن التوغل في مشاغل الحياة، والانهماك في مشاكلها، أو الانغماس في ملذاتها، قد تلهي الإنسان عن عظمة الله، وقد تصرف المؤمن عن التفكير في هذه العظمة وعن واجبه في التسليم المطلق، وعن مقام الرب في استحقاق ذلك!
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»
الفهرست