وتقريب إلى الفوز بنعيم المعاد، وتحصيل المراد.
من جهة دلالة ذلك على عدم قابلية هذه الحياة، ودناءة مرتبة الدنيا، وعدم لياقتها، وأنها قنطرة إلى الآخرة.
ولذا قالوا: (الدنيا ساعة، فأجعلها طاعة).
فكأنهم عليهم السلام برضاهم وتسليمهم بمنزلة من خيرة الله تعالى بين البقاء في الدنيا والرحيل، فاختار الرحيل، وأسرع عمدا، وعانق الموت رغبة عن الدنيا، وشوقا إلى الآخرة (11).
وبهذا (12) يجاب عن إشكال:
إنهم عليهم السلام إذا كانوا يعلمون بأوقات وفياتهم، وأسبابها، فلم لم يحترزوا عنها؟!
وكيف باشروها، وحضروها مع قوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) (الآية (159) من سورة البقرة (2))؟!... (13)