مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٧٣
* كلمة الختام:
فهذا كتاب (تدوين السنة) لإبراهيم فوزي، في (عنوانه) ومؤداه، وفي (غرضه) ومؤشراته، قد بسطنا ما عليه من الملاحظات حيث لم يلتزم باستخدام العنوان بشكل صحيح، ولا أدي حق العنوان بصورة علمية حيادية مجردة، بل عرض له منحازا وبصورة غير موضوعية، مما يثير التساؤل حول صحة النتائج التي توصل إليها، كما إنه لم يتبع منهج التوثيق المعترف به علميا، فكانت معاملته مع المصادر بشكل قلق يثير الريبة في صحة منقولاته وتماميتها.
وأما هدفه فقد تلخص في (تزييف الشريعة الإسلامية) والسعي في إيحاء عدم إمكان تطبيقها، وقد استولت هذه الروح التزييفية على عقل المؤلف وقلمه، في كل صفحات الكتاب، فراح يتابع الإشكاليات على السنة التي تعتمد عليها الشريعة الإسلامية، وبينما نجده يعمم بعض هذه الإشكاليات على السنة، لكنه يخص قسم المعاملات من الشريعة بالاستهداف، فجعلها مركزا للإشكاليات، وتبلورت عندها النتيجة التي طلبها من كتابه كله، وهي تزييف الشريعة وإبعادها عن حيز التطبيق، وداعيا إلى استبدالها بالشريعة الغربية الحديثة، حيث راح يمجد بها ويزمر لها بأنها تتفق والمبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية.
ونحن في القسم الآخر من قراءتنا هذه تصدينا لإشكالياته على السنة، ففندناها وأثبتنا خلوها من الصحة والدقة، وعدم مطابقتها لواقع الحال في ما تصوره عن السنة المعتمدة في الفقه، وإنما خلطه في الهجوم على الإسلام بين أصوله وأحكامه وبين ما توصل إليه الناس وجعلوه إسلاما أو تصوروه أصلا أو حكما، وأن المفارقات التي قرأها وعددها لا تحمل إلا على تاريخ المسلمين وليس هو يمس الإسلام بشئ، وإنما هو صرة خاطئة في أذهان أولئك الناس كما هو في ذهن المؤلف ومن لف لفه من العلمانيين.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست