مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٣٨
والناقد الحيادي، فإنهم أسسوها على إساءة الظن بكل ما هو شرقي أو يمت إلى هذا الدين بصلة، فهم يقلبون كل ما فيه من حسنات إلى سيئات، أو ينسبون حسناته إلى جهات أخرى، بل يحاولون أن يتهموه بما هو برئ منه، من السيئات والقبائح، توصلا إلى النتائج التي رسموها وقررها واتفقوا عليها مسبقا، لتلك البحوث والدراسات.
وفي انتهاج النقد، بعقلية تزييفية لكل شئ إسلامي، تابعوا مواضع أقدام أساتذتهم في الجامعات الغربية، من المستشرقين الذين بدأوا قبل أكثر من نصف قرن هذا المنهج، حاملين عقلية التزييف لكل ما هو إسلامي من فكر وشريعة، حتى التقاليد والطباع.
والفارق بين المؤسسات الاستشراقية، والتيارات العلمانية، أن الأولى كان أفرادها يكتبون بلغات أجنبية بعيدة عن متناول الادراك، ومتناول الأيدي في الأرض الإسلامية، إلا بعد ترجمة التلامذة لها إلى العربية.
أما هؤلاء العلمانيون فهم فخورون بأنهم (عرب الألسن) يكتبون بلغة أمتهم! ويؤدون الواجب بسهولة وسرعة، وبكل صراحة، وجسارة وشجاعة!
لأنهم يعتبرون أن لهم الحق في التعبير والتدخل في شؤون تمس حضارة أمتهم، وإن كانوا يقومون مقام (البدلاء) عن المستشرقين والغربيين، وينتهجون مناهجهم في التزييف لكل ما يمت إلى هذه من حضارة وتقاليد.
وبينما كانت الأمة تنظر إلى ما يصدره الغربيون من دراسات متهجمة على الإسلام وتراثه، بعين الريبة والنقد، فإن العلمانيين يحاولون أن يعتبروا كل نقد موجه إليهم (إرهابا) ويتهموا كل مفكر يعارضهم بالأصولية، وامتلاك (العقلية التكفيرية).
وأما غوصهم في مستنقع (العقلية التزييفية) وقيامهم بعبادة الغرب، وانبهارهم بالحضارة الغربية، وهجومهم على الأمة الإسلامية ودينها وحضارتها وتراثها وتقاليدها، وبأساليب ساقطة وطرق تزويرية منحطة، فإن ذلك عندهم
(٣٨)
مفاتيح البحث: الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست