مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٣٦
3 - مع مؤشرات الهدف * عقلية تزييفية!
يحاول العلمانيون أن يزيفوا (حضارة الإسلام) وما يمت إليها من عقائد وشرائع ومصادر وتراث وتاريخ ماض وحاضر، وأن يرسموا لها مستقبلا مظلما موحشا، لماذا كل هذا؟!
إن المتعلمين في جامعات (الغرب) (1) وجدوا أنفسهم أمام حضارة مليئة بالمغريات وأسباب الرفاهية واللهو، وجديدة في فكرها، وطرق تنفيذها صحيحة أو خاطئة، فقد سار عليها الغربيون، وتربوا عليها.
وقد وجد الشرقيون - والشباب المتعلم في الغرب وعلى أسسه وطريقته - لذة في هذا الجديد، كما في كل جديد، فاعتقدوا أن هذه الحضارة هي السبب في تقدم الغرب علميا وتكنولوجيا، وازدهار العمارة والاقتصاد في الغرب، وسر القوة العسكرية الهائلة التي توصل إليها، ومن وراء ذلك كل التراتيب الإدارية والأمنية، والنظام...
وعاد الشرقيون إلى أرض الشرق - وخاصة الأوسط الذي تقطنه الغالبية المسلمة - ليروا كل المظاهر على خلاف ما في أرض الغرب، وليجدوا التخلف والغوغائية، واللانظام في كل شئ، فلم يشكوا في أن سبب هذا التخلف إنما

(1) لا نخص بهذه الكلمة المؤسسات في العالم الغربي، بل تعم الجامعات في البلدان الإسلامية، والعربية خاصة - في مجملها - لكون مناهج دراساتها ومفردات فصولها موافقة للغرب، حتى لو اختلفت في السبل والأدوات، كاللغة - مثلا -.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست