مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٤٠
التي تسير عليها محاولات العلمانية العربية بقناع البحث في الإسلام، وقراءة مصادره، وخطابه بصورة حديثة.
وقد أعرب فوزي في مقدمته عن غرضه: تزييف الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، باعتبارها غير قابلة للتطبيق، وهذا الغرض رافقه على طول الكتاب، وفي جميع أقسامه وفصوله حتى الخاتمة في النهاية الأخيرة.
وقد عده بعض النقاد: (جسورا وشجاعا) و (ناقدا منهجيا) لأنه لم يحاول أن يقدم ما يبرر هذا الغرض، أو يحدد أهدافه، بل لأنه (دخل بالقارئ مباشرة في قلب المشكل الذي يتصدى له) فهو يقول في أول صفحة من مقدمته، ص 11:
(يعيش العالم الإسلامي في ضياع وقلق فكري، وتمزق اجتماعي، وانقسام في صفوف الشعب الواحد، بينما ينعم العالم الغربي - الذي سلك طريق العلم والحضارة والحرية الكفرية، وتخلص من رواسب الماضي - باستقرار فكري، وازدهار اقتصادي، وتقدم علمي، في جميع الحياة).
إن افتخار العلمانية بما حققه الغرب من تقدم، وما يسمونه (نعمة) على فرض صدق المقولة، إنما هو من قبيل افتخار العنين بذكر أبيه، أو العاقر بولد ضرتها.
وهنا نجد الخلط المتعمد بين (العلم) و (الحرية الفكرية) و (التقدم العلمي) أما قوله: (في جميع مجالات الحياة) فهل يعلم أن الغربيين أنفسهم يرفضون هذه الدعوى، ويصرحون بأن تقدمهم العلمي والتكنولوجي إنما كان على حساب الإنسانية والأخلاق والقيم!
ثم ما المراد من (العالم الغربي)؟! هل هي النخبة الحاكمة في البلدان الغربية - سواء من بيدهم السلطان وأصحاب الكارتيلات، ورؤوس الأموال والأسهم والبنوك والمصانع والشركات، أولئك المتمتعون بكل مزايا الحياة
(٤٠)
مفاتيح البحث: التصديق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست