مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٤٣
للغرب، ووضح لها فشل القوانين والدساتير المستلهمة من الغرب، والتي طبقت حرفيا في جميع الأرض الإسلامية، فلم تجن الشعوب منها إلا البلاء والتخلف الحضاري المشهود، وقد وجدت الجماهير هذه النظم الغربية وتشريعاتها فارغة من كل عدل وخير ومصلحة، فلجأوا إلى الدعوة إلى تطبيق الإسلام الذي ميزوا بكل وجودهم ما فيه من خير وبر وعدل.
وإذا اعترف المؤلف (فوزي) بأن الدعوة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في عصرنا تلقى الاستجابة من الطبقات الشعبية الإسلامية، لأن هذه الدعوة قائمة على استغلال (المشاعر) ص 25.
فهل فكر: لماذا عادت هذه المشاعر المتروكة منذ مجئ الاستعمار إلى الأرض الإسلامية، عادت إلى الحياة، لتستغل من جديد؟!
ولماذا يحاول العلمانيون أن يفرغوا الملايين من شعوب الأمة الإسلامية من (إرادتهم) و (رغبتهم) و (فكرهم) ويفرضونهم مستغلين من قبل الآخرين، والأصوليين - مثلا -؟!
ولم لا يفرض مثل ذلك في الشعوب الأوربية التي تتلاعب بعقولها تلة من ذوي الأطماع الفاسدة من اليهود والسياسيين؟!
* تطبيق الشريعة يقظة حضارية:
إن الملايين الشعبية التي صوتت إلى جانب تطبيق الشريعة الإسلامية ليس هم الأصوليون - كما تحلو للعلمانية تسميتهم - وحدهم، وإنما هم الجماهير التي تسحق تحت أقدامها المعسكر العميل للغرب، بل جنود الغرب، وذيولهم الذين يحملون أقلاما مزيفة يشوهون صورة شعب كامل، ويزيفون عقله وإرادته.
وإذا اعترف المؤلف في ص 14 بأن:
(الحضارة الإسلامية قامت عندما كانت الشريعة قريبة من
(٤٣)
مفاتيح البحث: اليهود، اليهودي (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست