مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ١٠٥
به في (مسلم الثبوت) (73) - وقد ثبت الجمع من فعل ابن عباس - رضوان الله عليه - بالبصرة كما تقدم في رواية مسلم والنسائي عن جابر بن زيد.
الثالث: ما أخرجه ابن جرير، عن ابن عمر، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يؤخذ الظهر ويعجل العصر فيجمع بينهما، ويؤخر المغرب ويعجل العشاء فيجمع بينهما.
قال الشوكاني في (شرح المنتقى) (74): وهذا هو الجمع الصوري، وابن عمر هو ممن روى جمعه صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، كما أخرج ذلك عبد الرزاق عنه. انتهى.
والجواب: أن حديث ابن عمر هذا مجمل لم يبين كون الجمع في الحضر أو السفر.
أما الحضر: فقد مر مرارا أنه صلى الله عليه وآله وسلم جمع فيه جمعا حقيقيا، كما روى ابن عمر ذلك أيضا.
أخرج عبد الرزاق في جامعه، قال: أنبأنا ابن جريح، عن عمرو بن شعيب، قال: قال عبد الله بن عمر: جمع لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقيما غير مسافر بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، فقال رجل لابن عمر: لم ترى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك؟ قال: لئلا يحرج أمته إن جمع رجل.
وهذا الحديث صريح، وذاك مبهم فيجب حمله على هذا، لأنه لا خلاف في أنه حكاية فعل واحد.
وأما السفر: فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يجمع فيه جمعا حقيقيا أيضا، تقديما وتأخيرا، وبه قال الشافعي والأكثرون، كما أخرج البخاري

) 73) مسلم الثبوت 1 / 355.
(74) شرح المنتقى 3 / 246 - 247.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست