مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ١٠٣
ومن حكيم الإسلام وإمام المسلمين وزعيم الدعوة الاجتماعية والأدبية في العصر الحديث، فليس بدعا أن نحضك على قراءته ومعاودة مراجعته، ثم على التأسي به وقفو نهجه، وليس كثيرا أن نكفل لك إذا أنت لم تأل جهدا في اتباع هذه النصيحة أن تبلغ الذروة، وتصل إلى ما تطمع فيه من امتلاك أزمة البلاغة، والتمكن من أعنتها.
وليس من شك عند أحد من أدباء هذا العصر، ولا عند أحمد ممن تقدمهم، في أن أكثر ما تضمنه " نهج البلاغة " من كلام أمير المؤمنين عليه السلام، نعم ليس من شك عند أحد في ذلك، وليس من شك عند أحد في أن ما تضمنه الكتاب جار على النهج المعروف عن أمير المؤمنين، موافق للأسلوب الذي يحفظه الأدباء والعلماء من كلامه الموثوق بنسبته إليه.
(17) وقال شيخنا الحجة العلامة الكبير الشيخ آقا بزرك الطهراني - المتوفى سنة 1389 ه‍ - رحمه الله، في موسوعته الخالدة كتاب " الذريعة إلى تصانيف الشيعة " ج 4 ص 144، في الثناء على نهج البلاغة:
لم يبرز في الوجود بعد انقطاع الوحي الإلهي كتاب أمس به مما دون في نهج البلاغة، نهج العلم والعمل الذي عليه مسحة من العلم الإلهي، وفيه عبقة من الكلام النبوي، وهو صدف لآلىء الحكم، وسفط يواقيت الكلم، المواعظ البالغة في طي خطبه، وكتبه تأخذ بمجامع القلوب، وقصار كلماته كافلة لسعادة الدنيا والآخرة، ترشد طلاب الحقائق بمشاهدة ضالتهم، وتهدي أرباب الكياسة لطريق سياستهم وسيادتهم، وما هذا شأنه حقيق أن يعتكف بفنائه العارفون وينقبه الباحثون، وحري أن تكتب حوله كتب ورسائل كثيرة حتى يشرح
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست