مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ٩٨
الاضطراب، ويرشدهم إلى دقائق السياسة، ويهديهم طرق الكياسة، ويرتفع بهم إلى منصات الرئاسة، ويصعدهم شرف التدبير، ويشرف بهم على حسن المصير.
ذلك الكتاب الجليل هو جملة ما اختاره السيد الشريف الرضي، رحمه الله، من كلام سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، جمع متفرقة وسماه هذا الاسم: نهج البلاغة، ولا أعلم اسما أليق بالدلالة على معناه منه، وليس في وسعي أن أصف هذا الكتاب بأزيد مما دل عليه اسمه، ولا أن آتي بشئ في بيان مزيته فوق ما أتى به صاحب الاختيار كما ستراه في مقدمة الكتاب.
ولولا أن غرائز الجبلة، وقواضي الذمة تفرض علينا عرفان الجميل لصاحبه، وشكر المحسن على إحسانه، لما احتجنا إلى التنبيه على ما أودع نهج البلاغة، من فنون الفصاحة، وما خص به من وجوه البلاغة، خصوصا وهو لم يترك غرضا من أغراض الكلام إلا أصابه، ولم يدع للفكر ممرا إلا جابه...
(11) ولقد أحسن الوصف أستاذ الفن محمد حسن نائل المرصفي، مدرس البيان بكلية الفرير الكبرى بمصر، في مقدمة الشرح على نهج البلاغة، فجمع بإيجاز أطراف البيان حول عبقرية الإمام، وذكر مزاياه العالية، وشرح ماهية كلامه في نهج البلاغة ملخصا فيما يأتي، قال:
بهذه الخصال الثلاث - يعني جمال الحضارة الجديدة، وجلال البداوة القديمة، وبشاشة القرآن الكريم - امتاز الخلفاء الراشدون، ولقد كان المجلي في هذه الحلبة علي صلوات الله عليه، وما أحسبني أحتاج في إثبات هذا إلى
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست