مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ١٠٥
السلام، مثل كتاب " الخطب " تأليف أبي سليمان زيد الجهني، الذي شهد حروب الأمير عليه السلام، ثم نقل منها إلى سائر الكتب التي ألفت في جمع خطبه عليه السلام إلى عصر الشريف الرضي - رحمه الله - مما لا يستهان به، وكانت تلك الأصول المعتبرة والكتب المعتمدة في مكتبة الوزير سابور بن أردشير وغيرها في بغداد تحت نظر الشريف الرضي - رحمه الله - يستفيد منها في كل حين، حتى أخرج منها ما اختاره من منشئآت أمير المؤمنين عليه السلام وجعلها بين الدفتين مرتبا على ثلاثة أقطاب: 1 - الخطب، 2 - الكتب، 3 - الحكم، وبعد ذلك سمى ما دونه من المنشئات ب‍ " نهج البلاغة ".
(18) وقال السيد هبة الدين الشهرستاني في " ما هو نهج البلاغة " ص 5 بعد إيراد كلام المرصفي الذي تقدم برقم 10:
وكم مثل هذا في الواصفين لنهج البلاغة من حكموا بتفوقه على كتب الانشاء ومنشآت البلغاء، واعترفوا ببلوغه حد الاعجاز، وأنه فوق كلام المخلوقين ودون كلام الخالق المتعال، وأعجبوا به أقصى الاعجاب، وشهدت ألسنتهم بدهشة عقولهم من عظمة أضاء سنا برقها من ثنايا الخطب ومزايا الجمل، وليس إعجاب الأدباء بانسجام لفظه وحده، ولا دهشة العلماء من تفوق معانيه البليغة حد الاعجاز فقط، وإنما الاعجاب كله والدهشة كلها في تنوع المناحي في هذه الخطب والكلم، واختلاف المرامي والأغراض فيها، فمن وعظ ونصح وزهد وزجر، إلى تنبيه حربي واستنهاض للجهاد، إلى تعليم فني ودروس ضافية في هيئة الأفلاك وأبواب النجوم وأسرار من طبائع كائنات
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست