مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ١٠٢
كلمات، إلا إذا سلخت الياقوتة عن أختها الياقوتة، ولقد فعلت ويدي تتقلب على اليواقيت، وعيني تغوص في اللمعان، فما حسبتني أخرج من معدن البلاغة بكلمة لفرط ما تحيرت في التخيير!
فخذه هذه المائة (21)، وتذكر أنها لمحات من نور، وزهرات من نور، ففي نهج البلاغة من نعم الله على العربية وأهلها أكثر بكثير من مائة كلمة... (22).
(16) وقال الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد في كلام له عن نهج البلاغة في مقدمته لطبعه:
وهو الذي يقول جامعه الشريف الرضي في سبب توليفه: " علما أن ذلك يتضمن من عجائب البلاغة، وغرائب الفصاحة، وجواهر العربية، وثواقب الكلم الدينية والدنيوية، ما لا يوجد مجتمعا في كلام، ولا مجموع الأطراف في كتاب، إذ كان أمير المؤمنين عليه السلام مشرع الفصاحة وموردها، ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه عليه السلام ظهر مكنونها، وعنه أخذت قوانينها، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ، ومع ذلك فقد سبق وقصروا، وتقدم وتأخروا ".
هذا كتاب " نهج البلاغة " وهو الذي عرفت منزلته بين الكتب، وسمعت الثناء العظيم عليه من رجل من رجالات الأدب والبيان في عصر العلم والبيان، وهو " أشعر الطالبيين من مضى ومن غبر، على كثيرة شعرائهم المفلقين " (23)،

(20) مجلة المجمع العلمي السوري، المجلد 18، ص 270.
(21) نشرت هذه المائة كلمة - اختيار أمين نخلة - في مطبعة العرفان بصيدا سنة 1349 = 1930.
(22) ما هو نهج البلاغة - للسيد هبة الدين الشهرستاني -: 3.
(23) يقول ذلك الثعالبي في شأن الشريف الرضي.
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست