الفصل الرابع فيما تمحلوه من المحامل والتأويلات لما نسب إليه صلى الله عليه وآله وسلم من البول قائما والجواب عنها ولما كان ذلك خلاف هديه وسنته المعروفة وسيرته المألوفة صلى الله عليه وآله وسلم في مثل هذه الأمور، اضطر القوم إلى حمل فعله عليه الصلاة والسلام على محامل لا تسمن ولا تغني من جوع، وقد ذهب إلى كل منها طائفة منهم، مع أنها واهية أوهن من بيت العنكبوت، فلا ينبغي أن يصغى إليها فضلا عن الاحتفال بشئ منها، وإنما نوردها ههنا لتستيقن صحة ما ادعيناه، ويسفر لك الحق عن محضه إن شاء الله.
1 - منها: أن علة بوله صلى الله عليه وآله وسلم قائما الاستشفاء لوجع الصلب، فلعله كان به، وهذا محكي عن أحمد والشافعي والبيهقي والخطابي (96).
وفيه: أنه رجم بالغيب، وتخرص لا يستند إلى مثبت، ولو فرض ثبوت ذلك لاستمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على البول قائما في البيت وخارجه حتى زوال تلك العلة، لأنه بعيد غاية البعد أن يكون ذلك الوجع قد عرض له صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك المكان، وأنه استشفى منه بالبول قائما مرة واحدة على السباطة.
2 - ومنها: أن علة ذلك الأمن من خروج الحدث من السبيل الآخر - كما