مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٧ - الصفحة ١٣٢
وقد مر تعريف الاسم بهذا المصطلح بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: التعريف بالمثال.
قال سيبويه (ت - 180 ه‍): " الاسم: رجل وفرس وحائط " (29).
وعلل النحاة بعده عدم تعريفه الاسم بالحد، بأنه " ترك تحديده ظنا منه أنه غير مشكل " (30)، أو بأن الاسم لا حد له فاكتفى فيه بالمثال (31)، أو لأنه " عول على أنه إذا كان الفعل محدودا والحرف محصورا معدودا، فما فارقهما فهو اسم " (32)، أو لأنه " لما حد الفعل والحرف تميز عنده الاسم " (33).
ويلاحظ على التعليل الأخير أن سيبويه لم يحد الحرف، بل عرفه بشكل يجعل تمييزه متوقفا على معرفة حد كل من الاسم والفعل، إذ قال: الحرف " ما جاء لمعنى وليس باسم ولا فعل " (34).
ولا حاجة لمثل هذه التعليلات، إذ أن افتقاد التعريف بالحد كان أمرا تفرضه طبيعة المرحلة التي يجتازها العلم زمن سيبويه، فقد كان النحو في بداياته، وكان هم العلماء جمع المادة اللغوية لحفظها وتفهمها، ولم تكن الدراسة آنذاك قد بلغت المستوى الذي يؤهلها لتثبيت المعاني الاصطلاحية بشكل حدود دقيقة.
المرحلة الثانية: التعريف بذكر علامة الاسم أو صفته.
والملاحظ أن الأسماء لا تشترك كلها في جميع العلامات، ولأجل ذلك نجد

(29) الكتاب - لسيبويه - 1 / 12، الايضاح في علل النحو - للزجاجي -: 49، الصاحبي - لابن فارس -: 82.
(30) الايضاح - للزجاجي -: 49.
(31) أسرار العربية - لأبي البركات ابن الأنباري -: 5 (32) الأمالي الشجرية 1 / 293.
(33) شرح المفصل 1 / 22.
(34) الكتاب - لسيبويه - 1 / 12.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست