مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٧ - الصفحة ١٣٧
مقرونة بزمان نحو إن ولكن وما أشبه ذلك " (57).
وحده السيرافي (ت - 368 ه‍) بقوله: الاسم " كلمة دلت على معنى في نفسها من غير اقتران بزمان محصل. فقوله (كلمة) جنس للإسم تشترك فيه الأضرب الثلاثة: الاسم والفعل والحرف. وقوله (تدل على معنى في نفسها) فصل احترز به من الحرف، لأن الحرف يدل على معنى في غيره. وقوله (من غير اقتران بزمان محصل) فصل ثان جمع به المصادر إلى الأسماء، ومنع الأفعال أن تدخل في حد الأسماء، لأن الأحداث (المصادر) تدل على أزمنة مبهمة، إذ لا يكون حدث إلا في زمان. ودلالة الفعل على زمان معلوم إما ماض أو غير ماض.
وقد اعترضوا على هذا الحد بمضرب الشول.. وزعموا أن مضرب الشول يدل على الضراب وزمنه.. وقد أجيب عنه بأن المضرب وضع للزمان الذي يقع فيه الضراب، دون الضراب. فقولنا: مضرب الشول، كقولنا: مشتى ومصيف.
والضراب إنما فهم من كونه مشتقا من لفظه، والحدود يراعى فيها الأوضاع لا ما يفهم من طريق الاشتقاق أو غيره مما هو من لوازمه " (58).
وهذا الحد يمثل الصيغة النهائية لمعنى الاسم في الاصطلاح النحوي، وهو يتضمن أول مرة الجنس القريب (الكلمة) والفصل القريب أيضا. ولكن لا بد من التنبيه إلى أن ما هو موجود في شرح السيرافي لكتاب سيبويه لا يطابق تماما هذا الحد الذي حكاه ابن يعيش عن السيرافي، إذ الموجود في شرح الكتاب: " كل شئ دل لفظه على معنى غير مقترن بزمان محصل من مضي أو غيره فهو اسم " (59).
أما الرماني (ت - 384 ه‍) فقد حده بقوله: " الاسم كلمة تدل على معنى من غير اختصاص بزمان دلالة البيان " (60). فهو يستعمل في حده الجنس

(57) الايضاح - للزجاجي -: 48، الصاحبي - لابن فارس -: 84.
(58) شرح المفصل - لابن يعيش - 1 / 22.
(59) شرح الكتاب - للسيرافي - نقلا عن حاشية الايضاح - للزجاجي -: 49.
(60) الحدود في النحو - للرماني -: 38 (ضمن كتاب: رسائل في النحو واللغة). تحقيق مصطفى جواد ويوسف يعقوب مسكوني.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست