أقول:
اللفظ المراد به لازم ما وضع له: إن قامت قرينة على عدم إرادة ما وضع له فمجاز، وإلا فكناية.
فإرادة ما وضع له مع اللازم جائز في الكناية، دون المجاز.
ومن المجاز: الاستعارة المصرحة التي تبنى على التشبيه، أي: أصلها التشبيه نحو: (رأيت أسدا في الحمام) أي: شجاعا.
فتعين التعرض للتشبيه قبل التعرض للمجاز، ولهذا قال:
78 - وطرفا التشبيه حسيان * ولو خياليا وعقليان 79 - ومنه بالوهم وبالوجدان (149) * وفيهما يختلف الجزءان أقول:
طرفا التشبيه، وهما: المشبه والمشبه به:
إما حسيان، والمراد بالحسي: المدرك - هو، أو مادته - بإحدى الحواس الخمس الظاهرة، أعني: البصر، والسمع، والشم والذوق، واللمس:
أما المدرك هو بإحداها:
فكالخد والورد، في المبصرات.
والصوت الضعيف والهمس، في المسموعات.
والنكهة - وهي ريح الفم - والعنبر، في المشمومات.
والريق والخمر، في المذوقات.