أو أكثر من جملة واحدة، نحو: (* أنا أنبئكم بتأويله، فأرسلون، يوسف *) (139) أي: فأرسلون إلى يوسف، لأستعبره الرؤيا، ففعلوا، فأتاه، وقال له: يا يوسف.
أو جزء جملة: إما عمدة فيها، نحو ما مر في حذف المسند إليه والمسند، أو فضلة، نحو: (* واسأل القرية *) (*) أي: أهل القرية.
وقولنا في تعريف الإيجاز: (واف) احتراز عن (الإخلال) فإنه التعبير عن المعنى المراد بلفظ ناقص عنه، غير واف، كقوله:
والعيش خير في ظلال النوك * ممن عاش كدا (140) وأصل المراد: إن العيش الناعم في ظلال النوك - وهو الحمق والجهالة - خير من العيش الشاق في ظلال العقل، ولفظه غير واف بذلك، فيكون مخلا، فلا يكون مقبولا.
وما يدل على الحذف أنواع:
ومنه - أي ما يدل على الحذف - العقل، نحو: (* وجاء ربك *) (141) فالعقل يدل على امتناع مجئ الرب تعالى وتقدس، ويدل على تعيين المراد - أيضا - أي:
أمره أو عذابه.
والاطناب: تأدية المراد بلفظ زائد عليه; لفائدة.
من الآية 82 من سورة يوسف 12.
(140) هو من قصيدة للحارث بن حلزة اليشكري من شعراء الجاهلية وصاحب واحد من المعلقات مطلعها آذنتنا ببينها أسماء * رب ثاو يمل منه الثواء أنظر أخباره في الوشاح 2 / 58 وجامع الشواهد 3 / 96.
(141) الآية 22 من سورة الفجر 89. (*)