مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٦ - الصفحة ٥٩
وهذا الاختلاف في قوة الاحتمال وضعفه، وفي حجم العدد، وفي الوقوع، لا يختص بالروايات الشرعية، بل يشمل الأمثلة والأخبار العرفية والتاريخية أيضا.
شروط الخبر المتواتر وقد ذكر لتحقق التواتر وصدقه، وفي حصول العالم منه واعتباره، شروط نذكرها: والملاحظ أن العلماء فرقوا بين نوعين من الشروط، شروط لتحقق التواتر، وشروط لحصول العلم من الخبر المتواتر، وسنشير لذلك خلال ذكرنا لهذه الشروط.
1 - العدد: فإنه يشترط في تحقق التواتر وصول العدد إلى الحد الذي يستحيل معه التواطؤ على الكذب أو الخطأ، بحيث يفيد العلم عادة، وقد ذكرنا بأنه لا يشترط عدد معين فيه، ولا يشترط في هؤلاء المخبرين أن يكونوا ثقاتا وعدولا كما يشترط ذلك في حجية الخبر الواحد، بل أن الكثرة العددية تكفي لحصول العلم منه، ولكن للوثاقة والخبرة والعدالة وغيرها من صفات الراوي تأثيرها في سرعة حصول العلم وبطئه، فإن حصول اليقين من الثقات أسرع من حصوله من غيرهم.
2 - " أن يكون المخبر عنه محسوسا بالبصر، أو غيره من الحواس الخمس " (3)، فينحصر التواتر في الإخبار عن المحسوسات التي تعرف عليها المخبر بإحدى حواسه، وبذلك يكون إخباره صادرا عن علم ضروري مستند إلى محسوس، كما لو نقل كلام شخص سمعه أو حادثة شاهدها بعينيه.
ويضاف للأمور المحسوسة، الأمور القريبة من الحس، التي لها آثار محسوسة، كالشجاعة والكرم، فإنها وإن كانت صفات نفسية، إلا أن آثارها حسية، فهذه الصفة قريبة للحس، ولذلك يتحقق التواتر في شجاعة الإمام

(35) شرح البداية: 65 حديث 1.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست