مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١٨٧
يا شدة ما شددنا غير كاذبة * على سخينة (21) لولا الليل والحرم (22) ويروي: جد صادقه.
فاعلم أن الليل حجز بينهم.
وقال بعض أهل هذا العصر فيما يعانيه من غرمائه:
عجبت لناس لا غريم ببابهم * يقولون أصبح ليل والليل أروح فهل يتمنى الصبح ذو عسرة يرى * غريما يوافي بابه حين يصبح فالليل متمنى قوم، والنهار متمنى آخرين.
وأنشدني أحمد بن الحسين (23)، قال: أنشدني الخبزري (24):

(٢١) السخينة: هي طعام يتخذ من دقيق وسمن، وقيل: دقيق وتمر، أغلظ من الحساء وأرق من العصيدة، وكانت قريش تكثير من أكلها فغيرت بها حتى سموا سخينة.
ومنه قول كعب بن مالك:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها * وليغلبن مغالب الغلاب " لسان العرب - سخن - ١٣: ٢٠٦ ".
(٢٢) قال ابن حجر العسقلاني في ترجمة خداش: شهد حنينا مع المشركين وله في ذلك شعر يقوله فيه:
يا شدة ما شددنا غير كاذبة * على سخينة لولا الليل والحرم ثم قال: وذكر المرزباني... أن البيت الذي قاله في قريش كان في حرب الفجار، وهذا أصوب. " الإصابة ١: ٤٦٢ ".
(٢٣) الظاهر هو أبو بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب، وقد تلمذ عليه ابن فارس في زنجان، أنظر:
" معجم الأدباء ٤: ٨٢، إنباه الرواة ١: ١٣٠ ".
(٢٤) كذا في الأصل، والظاهر أنه تصحيف " الخبزرزي " وهو نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري، أبو القاسم الخبزارزي الشاعر المشهور، ويعرف ب‍ " الخبزرزي " أيضا، كان أميا لا يتهجى ولا يكتب، وكان بخبز خبز الأرز بمريد البصرة في دكان، وينشد أشعاره في الغزل، والناس يزدحمون عليه ويتعجبون من حاله، وكان ابن لنكك الشاعر البصري المشهور ينتاب دكانه ليسمع شعره، واعتنى به وجمع له ديوانا، وانتقل نصر إلى بغداد فسكنا مدة وقرئ على ديوانه، واختلف المصادر في تحديد سند وفاته فقيل سنة ٣١٧ ه‍، وقيل ٣٢٧ ه‍، وقيل: ٣٣٠ ه‍.
أنظر " يتيمة الدهر ٢: ٣٦٥، تاريخ بغداد ١٣: ٢٩٦ / ٧٢٧١، معجم الأدباء ١٩: ٢١٨ / ٧٨، الأنساب ٥: ٤٠، وفيات الأعيان ٥: ٣٧٦ / ٧٦٠، مرآة الجنان ٢: ٢٧٥، شذرات الذهب ٢: ٢٧٦، الأعلام ٨: ٢١ ".
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست