مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١٨٢
كتاب " الليل والنهار " لابن فارس بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وصلى الله على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين.
سألني فتى من أهل الجبل - جبل الماهين - أن أثبت له ورقات في ذكر الليل والنهار، وما يصلح أن يفضل به أحدهما على الآخر ويسوى، فارتجلت كتيبي هذا مسعفا له به.
فأول ذلك قول صاحب الليل:
إن الله جل وعز قال: ﴿وجعلنا الليل والنهار آيتين﴾ (١) وقال في مفتتح سورة [الليل]: ﴿والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى﴾ (٢) فبدأ بذكر الليل ثم أعقبه بالنهار، وفي التقديم على أي حال كان ما فيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قدموا قريشا ولا تقدموها " (٣). فبين فضيلة التقديم، وقال جل ثناؤه: ﴿جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا﴾ (٤)، وقال تبارك اسمه: (وهو الذي جعل الليل والنهار آيتين) (٥)، وقال جل ثناؤه:
﴿قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا﴾ (6).
وذلك كثير في أي من القرآن كثيرة.

(١) الإسراء ١٧: ١٢.
(٢) الليل ٩٢: ١ و ٢.
(٣) أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال ١٢: ٢٢، من ثلاث طرق.
(٤) يونس ١٠: ٦٧.
(٥) كذا.
(٦) القصص ٢٨: 71.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست