مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١٨٩
والحنادس (٣٢) والدآدئ (٣٣) والمحاق (٣٤) فلم يعنوا بالأيام عنايتهم بالليالي.
فأما الليالي التي جاءت الشريعة بتفصيلها الجمعة، وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وهي التي قال الله جل وعز: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾ (٣٥) وقال الله تعالى ذكره: ﴿في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم﴾ (٣٦) ثم قال: ﴿سلام هي حتى مطلع الفجر﴾ (37).
فقال أهل التفسير: لا يعمل فيها سحر، ولا يحدث فيها شئ من شر، بل هي رحمة من أولها إلى آخرها (38).
ومن الليالي ليلة النصف من شعبان، وجاء في الحديث: إن الباري جل ثناؤه يقول فيها: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من مسترزق فأرزقه؟ هل من مبتلى فأعافيه؟ حتى يطلع الفجر (39).

(٣٢) الحندس: الليل الشديد الظلمة، والحنادس: ثلاث ليال من الشهر سميت بذلك لظلمتهن.
" لسان العرب - حندس - ٦: ٥٨ ".
(٣٣) الدآدئ: ثلاث ليال من آخر الشهر قبل ليالي المحاق، وقال أبو عمرو: والدأداء من الشهر آخره. " الصحاح - دأدأ - ١: ٤٨ ".
(٣٤) يقال الثلاث ليال من الشهر ثلاث محاق، وقال الأزهري: اختلف أهل العربية في الليالي المحاق، فمنهم من جعلها الثلاث التي هي آخر الشهر وفيها السرار، وإلى هذا ذهب أبو عبيد وابن الأعرابي، ومنهم من جعلها ليلة خمس وست وسبع وعشرين لأن القمر يطلع، وهذا قول الأصمعي وابن شميل، وإليه ذهب أبو الهيثم والمبرد والرياشي، قال الأزهري: وهو أصح القولين عندي " لسان العرب - محقق - ١٠: ٣٣٩ ".
(٣٥) القدر ٩٧: ١.
(٣٦) الدخان ٤٤: ٣ و ٤.
(٣٧) القدر ٩٧: ٥.
(٣٨) أنظر: " جامع البيان في تفسير القرآن ٣٠: ١٢٨، التبيان ١٠: ٣٨٦، مجمع البيان ٥: ٥٢١، تفسير القرطبي ٢٠: ١٣٤ ".
(39) رواه ابن ماجة باختلاف يسير في سننه 1: 44 باب 191 ح 1388 بسنده قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، ثنا عبد الرزاق ى، أنبأنا ابن أبي سبرة، عن إبراهيم بن محمد، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم......
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست