مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١٩٨
فلأهجرن الدهر ليلي كله * ولأجعلن لي النهار خليلا وقال عنترة (76):
إن كنت أزمعت الفراق فإنما * زمت ركابكم بليل مظلم يريد أنكم دبرتم ذلك ليلا.
فأما العرب فإنهم سووا بين الليل والنهار في التسمية فسموها وقالوا:
الجديدان والأجدان (77)، قال: أنشدني أبو بكر بن دريد في القصيدة التي يقول، فيها:
إن الجديدين إذا ما استوليا * على جديد أدنياه للبلى ولبعض أهل العصر:
قالوا هويت فقلت قولة صادق * أودى بغض شبابي البرمان ذهب الفتاء وبان مني أكثري * لما تعاور جسمي الفتيان ما إن تمليت الشباب وطيبه * حتى أشاب ذوائبي الملوان قال الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس: هذا ما سنح وبرح في الوقت، وكنت أمليت كتابا سميته كتاب " السنة " وفيه من علم الشريعة، وبابات من اللغة، فلذلك لم أعدها ها هنا، والله الموفق بمنه وكرمه آمين.

(٧٦) عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، أشهر فرسان العرب في الجاهلية، ومن شعراء الطبقة الأولى، ومن أصحاب المعلقات، من أهل نجد، أمه حبشية اسمها زبية، سرى إليه السواد منها، عاش طويلا وقتله الأسد الرهيص أو جبارين عمرو الطائي.
" الأغاني ٨: ٢٣٧، خزانة الأدب ١: ٢٦، الأعلام ٥: ٩٢ ".
(77) قال ابن منظور في اللسان 3: 111: " الأجدان والجديدان: الليل والنهار، وذلك لأنهما لا يبليان أبدا ".
(78) الظاهر هو أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الدينوري، مولى جعفر بن أبي طالب الهاشمي، راوي سنن النسائي، توفي سنة 364 ه‍، وقد روى عنه ابن فارس في مقاييس اللغة وسماه أبا بكر السني.
" تارخ بغداد 8: 410، تذكرة الحفاظ: 939، مقدمة مجمل اللغة: 16 ".
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 207 ... » »»
الفهرست