مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١٩١
وكيوم عاشوراء وما جاء في فضله (44)، ثم في الأيام المعلومات والمعدودات وكيوم عرفة، وكالساعة التي يرجى فيها إجابة الدعاء من يوم الجمعة، وذلك للنهار دون الليل.
وبعد، فالليل أكثر آفات ومحاذر، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آنيتكم، وأوكوا (46) أسقيتكم، وأجيفوا (47) الأبواب، واكتفوا (48) صبيانكم، فإن للشيطان انتشارا وخطفة " (49). يعني بالليل.
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جداد الليل وصرام الليل (50).
وذلك لما يخشى على الجاد والصارم من نهس أو نهش (51) (52).
وتقول العرب: المكثار حاطب ليل (53). لما يخشى عليه، كذلك المكثار ربما تكلم بكلمة فيها عطبه، والنهار على كل حال أسلم وأقل آفات.
قال صاحب الليل:
قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم [عن الصلاة] في أوقات من

(٤٤) أنظر: المصنف ٤: ٢٨٥ - ٢٩١.
(٤٥) التخمير: التغطية " النهاية - خمر - ١: ٧٧ ".
(٤٦) الوكاء: الخيط الذي تشد به الصرة والكيس وغيرهما، وأوكوا أسقيتكم: شدوا رؤوسها بالوكاء، لئلا يدخلها حيوان أو يسقط فيها شئ. أنظر " النهاية - جوف - كفت - ١: ٣١٧ ".
(٤٨) اكفتوا صبيانكم: أي ضموهم إليكم. " النهاية - كفت - ٤: ١٨٤ ".
(٤٩) رواه البخاري في صحيحه ٤: ١٥٧، وأحمد في مسنده ٣: ٨٨٣، والترمذي في سننه ٥:
١٤٣ / ٢٨٥٧، باختلاف يسير.
(٥٠) الحداد - بالفتح والكسر -: حرام النخل، وهو قطع ثمرتها، يقال: حد الثمرة يجدها جدا. " النهاية - حدد - ١: ٢٤٤ ".
(٥١) يقال: نهسته الحية أو نهشته: إذا لسعته " الصحاح - نهش - ٣: ٩٨٧، ١٠٢٣ ".
(٥٢) إلا أن ابن الأثير علل ذلك بقوله: وإنما نهى عن ذلك لأجل المساكين حتى يحضروا في النهار فيتصدق عليهم منه " النهاية - جدد - 1: 244 ".
(53) مثل سائر، وهو من كلام أكثم ين صيفي، قال أبو عبيد: وإنما شبههه بحاطب الليل لأنه ربما نهشته الحية ولد غته في احتطابه ليلا، فكذلك المكثار ربما يتكلم بما فيه هلاكه، يضرب للذي يتكلم بكل ما يهجس في خاطره.
قال الشاعر:
إحفظ لسانك أيها الإنسان * لا يقتلنك، إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه * كانت تخاف لقاءه الأقران " مجمع الأمثال 2: 304 ".
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست