مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٧ - الصفحة ٥٢
فقد اتضح أن التصور البدوي، للعنوانين هو التنافي في ما لو ذكر الرجل فيهما معا.
واعلم أن بعض الرجاليين نقل عبارة مقدمة الشيخ بلفظ: (أو من عاصرهم ولم يرهم) (12).
ولا يخفى فساده:
أولا: لمخالفته لأكثر النسخ المصححة الموجودة، منها المطبوعة المعتمدة على نسخة الشيخ ابن إدريس الحلي (13) ومنها المخطوطة المسموعة من ابن الشيخ (14).
وكذلك مخالفته لنسخ أكثر أعلام الفن الذين نقلوا عنها مثل القهپائي (15) والتفريشي (16) وغيرهما.
ثانيا: إن كلمة (لم يرهم) لا معنى لها في المقام، لأن الرؤية وعدمها لا دخل لهما في ترتيب كتاب الرجال، ولا أن الشيخ رتب في كتابه أثرا عليهما بل الدخيل هو الرواية.
ثالثا: إن الرواية قد جعلت في كلام الشيخ محورا للأبواب السابقة، ومن الواضح أن عدمها هو المحور للباب الأخير، وهذا واضح بأدنى تأمل على أساس دلالة الإيماء والتنبيه.
ومن الغريب أن بعض الأعلام جعل هذه النسخة: (لم يرهم) مدارا لبعض ما أورده من النقض والابرام، مع وضوح التصحيف فيها، تاريخ المشكلة:
لم أجد من تعرض لذكر هذه المشكلة قبل الشيخ الرجالي ابن داود الحلي صاحب الرجال، المتوفى بعد (707)، فهو أول من تعرض لها بصراحة في رجاله في ترجمة (القاسم بن محمد الجوهري) (17).

(١٢) قاموس الرجال (ج ١ ص ٢٩).
(١٣) رجال الطوسي (ص ٤) من المقدمة و (ص ٥٢١).
(١٤) رجال الطوسي المخطوطة سنة (٥٣٣).
(١٥) مجمع الرجال (١ / ٥).
(١٦) نقد الرجال (ص ٢٧٢).
(١٧) رجال ابن داود - طبع النجف - (ص 154 9 و (ص 41).
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»
الفهرست