لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ٢٧
لله وإنا إليه راجعون " ما ذا لقى الحق من الباطل، يا أبا بكر أنسيت أم تناسيت وخدعت أم خدعتك نفسك أم سولت لك الأباطيل، أو لم تذكر ما أمرنا به رسول الله (ص) من تسمية على بإمرة المؤمنين والنبي بين أظهرنا وقوله له في عدة أوقات " هذا على أمير المؤمنين وقاتل الناكثين " اتق الله وتدارك نفسك قبل أن لا تدركها وأنقذها مما يهلكها واردد الأمر إلى من هو أحق به منك، ولا تتماد في اغتصابه، و راجع وأنت تستطيع أن تراجع، فقد محضتك النصح ودللتك على طريق النجاة، فلا تكونن ظهيرا للمجرمين ".
8 - ومنهم عمار بن ياسر - ثم قام عمار بن ياسر فقال: يا معاشر قريش ويا معاشر المسلمين إن كنتم علمتم وإلا فاعلموا أن أهل بيت نبيكم أولى به وأحق بإرثه وأقوم بأمور الدين وآمن على - المؤمنين وأحفظ لملته وأنصح لأمته، فمروا صاحبكم فليرد الحق إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم ويضعف أمركم ويظهر شتاتكم و تعظم الفتنة بكم وتختلفون فيما بينكم ويطمع فيكم عدوكم، فقد علمتم أن بني هاشم أولى بهذا الأمر منكم وعلى (أقرب منكم إلى نبيكم وهو) من بينهم وليكم بعهد الله ورسوله (ص) وفرق ظاهر قد عرفتموه في حال بعد حال عند سد النبي (ص) أبواكم التي كانت إلى المسجد كلها غير بابه، وإيثاره بكريمته فاطمة دون سائر من خطبها إليه منكم، وقوله (ص) " أنا مدينة العلم وعلى بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها " وإنكم جميعا مضطرون فيما أشكل عليكم من أمور دينكم إليه وهو مستغن عن كل أحد منكم إلى ماله من السوابق التي ليست لأفضلكم عند نفسه، فما بالكم تحيدون عنه وتبتزون عليا حقه وتؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة بئس للظالمين بدلا،
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»