لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ١٩
يسب عليا - فقال: إني أظنك منافقا سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
إنما منزلة علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و يدل حديث الشريف على أن عليا عليه السلام بمنزلة النبي صلى الله عليه وآله في جميع - الصفات والملكات غير النبوة كما هو واضح (1).
وبالجملة - لا يخفى على الباحث الذي كان من أهل المعرفة والبصيرة وجانب الهوى والعصبية، بطلان طريقتهم ومذهبهم، و واضح عند كل من كان من أهل الفحص والتتبع بحكم العقل والنقل كما تقدم، أن القائلين بخلافة أبي بكر وتالييه بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع أنهم خالفوا العقل والنقل، ليس لهم دليل معتمد أصلا سوي اتفاق نفر يسير من الصحابة على على خلافة أبي بكر وادعائهم حجية ذلك الاتفاق للحديث الذي رووه وأسندوه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لا تجتمع أمتي على الخطاء، ببيان أن مفهوم الحديث يدل على أن الأمة لو اتفقت على أمر كان ذلك الاتفاق حجة وصوابا فخلافة أبي بكر حق وصواب هذا، والسبب لهذه الدعوى الباطلة أي ادعائهم حجية ذلك الاتفاق والتشبث في الحجية بالحديث المذكور الموضوع، هو ما ذكره - المحدثون والمؤرخون من الفريقين - من النبي صلى الله عليه وآله في قرب وفاته جعل أسامة بن زيد أميرا على جيش مشتمل على جمع من - المهاجرين والأنصار وكان من جملتهم أبو بكر وعمر، وأمره بالخروج من المدينة ولعن من تخلف عنه فخرج بجيشه من المدينة ولما اشتد - المرض برسول الله صلى الله عليه وآله وعلما به وكان من قصدهما تصدي أمر الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم تخلفا عن أمره ورجعا إلى المدينة، فلما قبض - النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورأيا اشتغال علي عليه السلام وسائر بني هاشم بتجهيز النبي

١ - إحقاق الحق ج 5 ص 186.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»