لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ٢ - الصفحة ٢٥
أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه، وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلمه وما عذرك في تقدمك على من هو أعلم منك وأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأعلم بتأويل كتاب الله عز وجل وسنة نبيه ومن قدمه النبي في حياته وأوصاكم به عند وفاته، فنبذتم قوله وتناسيتم وصيته و أخلفتم الوعد ونقضتم العهد وحللتم العقد الذي كان عقده عليكم من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد حذرا من مثل ما أتيتموه وتنبيها للأمة على عظيم ما اجترمتموه من مخالفة أمره، فعن قليل يصفوا لك الأمر وقد أثقلك الوزر ونقلت إلى قبرك وحملت معك ما كسبت يداك، فلو راجعت الحق من قريب وتلافيت نفسك وتبت إلى الله من عظيم ما اجترمت، كان ذلك أقرب إلى نجاتك يوم تفرد في حفرتك ويسلمك ذوو نصرتك، فقد سمعت كما سمعنا ورأيت كما رأينا فلم يردعك ذلك عما أنت متشبث به من هذا الأمر الذي لا عذر لك في تقلده ولاحظ للدين ولا المسلمين في قيامك به، فالله الله في نفسك فقد أعذر من أنذر ولا تكن كمن أدبر واستكبر.
5 - ومنهم أبو ذر الغفاري، ثم قام أبو ذر الغفاري فقال: يا معشر قريش أصبتم قباحة وتركتم قرابة، والله ليرتدن جماعة من - العرب ولتشكن في هذا الدين، ولو جعلتم الأمر في أهل بيت نبيكم ما اختلف عليكم سيفان، والله لقد صارت لمن غلب، ولتطمحن إليها عين من ليس من أهلها، وليسفكن في طلبها دماء كثيرة، - فكان كما قال أبو ذر - ثم قال: لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله (ص) قال:
الأمر بعدي لعلي، ثم لابني الحسن والحسين ثم للطاهرين من ذريتي فأطرحتم قول نبيكم وتناسيتم ما عهد به إليكم فأطعتم الدنيا الفانية و نسيتم الآخرة الباقية، التي لا يهرم شابها ولا يزول نعيمها ولا يحزن
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»