لوامع الحقائق في أصول العقائد - ميرزا أحمد الآشتياني - ج ١ - الصفحة ٧٦
وعن الحارث الأعور قال: مررت في المسجد، فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي عليه السلام، فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى الناس قد خاضوا في الأحاديث؟ قال: أو قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " ألا إنها ستكون فتنة، فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعد كم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا يزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به، (1) من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم " خذها إليك يا أعور. (2) وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبة له " ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه، وسراجا لا يخبو توقده، وبحرا لا يدرك قعره، ومنهاجا لا يضل نهجه، وشعاعا لا يظلم ضوءه، وفرقانا
____________________
1 - سورة الجن، آية 1 - 2.
2 - صحيح الترمذي (باب ما جاء في فضل القرآن) ج، 2 ص 113، ط دهلي، سنة 1350 ه‍. ومصابيح السنة للحسين بن مسعود البغوي (كتاب فضائل القرآن) جزء 1، ص 142، ط مصر، دون تاريخ. - وتفسير البرهان للبحراني، ج 1، ص 7، نقلا عن العياشي، مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه. - وقريب منه ما في كتاب فضائل القرآن لأبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي (ص 10، ط بيروت، سنة 1385 ه‍) نقلا عن عبد الله بن مسعود، بعد نقل حديث الحارث الأعور عن صحيح الترمذي ومسند أحمد. - ومجمع البيان للطبرسي، جزء 1، ص 16.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»